دعاء فاروق - كلام ستات - حجاب فاشون ابريل / مايو 2015
يدي الحلق سي بلا ودان ...
ابني مصمم يغني .. ياني يهديك يرضيك ده انت صوتك مبحوبح لدرجة أنه بيطلع هوا مع صفافير, وبعدين فيييييييييين تلاقي الصوت جاي من بعيد كده يادوب تسمعه في وسط العواصف ورياح الخماسين اللي خارجه من زورك... لا ماليش دعوة أنا لازم أغني... معنديش مانع على فكره لو صوتك حلو انما أيه الحيثيات سيادتك؟؟ اديني أمارة.. انت بتجعر اخرك يا حبيبي وبالع بطة بلدي راقده بالعرض في زورك, مش عيب على فكرة الراجل مش بصوته خالص والا ماكنش هيبقى فيه مهندسين ودكاتره وطيارين وظباط ورجال أعمال.. الخ محدش في دول بياخد كورس فوكاليز قبل ما يشتغل يا روح ماما.. وكإني بتكلم لاوندي أو بنفخ في الهوا أو بحرك بقى عالفاضي.. لا كلام نافع ولا اقناع واصل.. فلا صوت يعلو فوق صوت برامج مسابقات الغناء التي دخلت حياتننا دخلة الموبايلات كده علينا في أوائل الألفية اللي احنا فيها دي حيث موبايل لكل مواطن واستغنينا بيه عن تليفون المنزل وعن الزيارات وعن الأكل والشرب حتى, فالأهم هو انك تشحن موبايلك رصيد, قبل ما تشحن معدتك طعام.. وهذا الجهاز اللي قد الكف استطاع أن يتملكنا قب أن نتملكه نحن.. فالحقيقة أن ناس كتير بيشتغلوا وبيطفحوا الكوته عشان يصرفوا عالباشا اللي شايلينه في ايديهم... اشي كروت شحن واشي كوفرات واشي فواتير واشي موديل جديد بيدخل عليك كل سنة فتلهث وراءه لتقنيته قبل ما توصل لمرحلة انك تبقى عرة في وسط الناس اللي حواليك..
هو كده يا حضرات مقاييس الشياكة والالاجة دخل فيها الموبايل وفرض نفسه على ساحة الأناقة.. زمان كانت الجزمة والساعة دلوقتي الموبايل دخل ف يالحسبة دي واصبح الموبايل كمالة الشياكة ولا يمكن واحدة توافق على عريس لو شافته مش ماسك ف يايده سمارت فون.. حتى لو كنت من هؤلاء القلة المندسة العاقلة التي لا تجري وراء الجديد ف يالتكنولوجيا واثريت على عدم تغيير الباشا الصغير اللي انت ماسكه, فالحقيقة الباشا مسيره يقلب عليك ويهنج ويجبرك انك تغيره لانه هيعمل معاك حركات نص كم وهيفصل منك ويقطع ومش هيفتح وانت راكب عربيتك في نص الليل على الدائري وكاوتش العربية ضرب وعاوز تكلم حد ينجدك.. فتجد نفسك بتطوحة من شباك العربية وبتجيب الموديل الأحدث تاني يوم فوراً..
طيب, ايش جاب الموبايل لبرامج الغنا لابنك اللي عاوز يغني يا مدام هوا أي رغي عالفاضي؟؟؟ استنوا بس ما هم العالم بتوع التسويق دول اللي سيطروا علينا بالموبايلات ودلدلوا دماغنا معظم يومنا مكفيين بنبص على هذا الجهاز وضاربين قفانا في وش اتخنها تخيين عندنا في البيت.. هم ذات نفسيهم اللي سيطروا على دماغ عيالنا ببرامج الأغاني وقدروا بطرقهم الجاذبة باقناع العيال ان الغناء هو أكبر انجاز ممكن الشاب من دول يعمله ويجعله مفخرة بلده ولأهله ولناسه ويتوصف باسمى الأوصاف ويتسقف له أكتر ماتسقف لزويل ونجيب محفوظ وخم بياخدوا نوبل.. وزي ما موديل الموبايل بيسلمك تسليم الأهالي للموديل اللي بعده وتذهب وانت منساق ومخدر وسعيد انك هتكع كام باكو لشراء نفس الفردة اللي كانت في ايدك حالا بنفس المواصفات اللهم لا تغيير رقمها بدل اربعة بقت خمسة مثلا وشوية شكليات كده انت عارف وانا عارفه انها مالهاش تلاتين لازمة ولا نستخدمها بنكلة ومع ذلك مستهبلين ومصدقين ومنساقين لشراءه.. احنا والعيال كمان بنتسلم تسليم أهالي من برنامج مسابقات أغاني للبرنامج اللي بعده.. واحنا سايبين ايدينا خالص وقال ايه قاعدين مستمتعين وبنتسلى وكدهون.. اتاريهم بيجرونا لسكة تانية خالص بقه.. بلا شغل بلا مذاكره بلا طموحات بلا نوبل بلا وجع قلب..وههو نتعب القلب في كل الكلام ده والكافية على الكتب وعلى العلم وعلى الشغل ممكن يشهرك في اقصاها تلات شهور شاكب راكب كده.. ويسفرك ويكسبك ويلبسك وينجرك ويرقصك ويشخلعك وترجع مصر يستقبلوك في المطار محمول على الأعناق وبرامج التوك شو تتسابق لاستقبالك؟؟...
يا ديييييدوووو بطة بلدي في زورك بطة بلدي خش بقلب جامد ياللا ولا يهمك وراك عالم فاضية هيتفرجوا عليك وهيشجعوك وهم اساسا مدلدلين راسهم في موبايلاتهم كده كده.. يعني التصويت ده في دمهم اساسا... ديتها كام اسبوع وترجع لنا ستار يابني وانا أطلع بقه أعيط واحضنك علامسرح زي متكون جاي من الحرب... ولا حتى اللي جاي من الحرب بياخد ربع السوكسيه ولا التكريم ولا الإنبهار بتاع الطالب في برامج مسابقات الأغاني... صحيح يدي الحلق لللي بلا ودان...
بقلم / دعاء فاروق