فص مجلة حجاب فاشون - Hijab Fashion Magazine: ألام الأسنان ... والمرأة الحامل - مجلة حجاب فاشون ابريل - مايو 2015

ألام الأسنان ... والمرأة الحامل - مجلة حجاب فاشون ابريل - مايو 2015

مجلة حجاب فاشون ابريل  - مايو 2015 - ألام الأسنان ... والمرأة الحامل

إن من أصعب الأوقات التي تواجه العديد من الحوامل هو مواجهة  ألم الأسنان أثناء شهور الحمل لعدم إستطاعة الحامل أخذ المسكنات الفعالة أو إجراء بعض العلاجات الطبية خلال أشهر الحمل الأولى (أول 3 شهور) أو أخر أشهر (أخر 3 شهور) لوجود بعض المخاوف من تأثيرها على الجنين أو حدوث أي مضاعفات للجنين.

هناك التغييرات الهرمونية أثناء الحمل تجعل اللثة والسنان أكثر عرضة للبكتيريا والإلتهابات خلال فترة الحمل وهي من الفترات العصيبة التي تمر على المرأة, وذلك بسبب ما تواجهه فيها من متاعب وآلام ومشاكل نفسية قد تعكر جو الحامل لفترة طويلة وقد تجعله اتفكر كثيراً قبل الشروع في هذه التجربة مرة أخرى, إن الطب الحديث يحاول جاهداً في تخفيف وطأة الحمل على الحامل وذلك بإتباع أساليب حديثة واقية من كثير من الإلتهابات  والآلام التي يمكن حدوثها خلال هذه الفترة ومنها الزيارة المنتظمة للطبيب المختص واتباع نظام غذائي معين وعمل تمارين رياضية خاصة بالحوامل.

ومن الأمور التي قد تعكر صفو هذه الفترة آلام الأسنان وإلتهابات اللثة, التي إن لم تتم الوقاية منها ستكون سبباً في تعاسة الحامل, إن تسوسات الأسنان وإلتهابات اللثة تتطلب استخدام كثير من العلاجات والتي لا يمكن استخدامها في فترة الحمل, ولذلك من المهم جداً أن تعتني المرأة الحامل بصحة فمها وأسنانها خلال هذه الفترة وأن تنخرط في برنامج صحي خاص بصحة الفم والأسنان خلال فترة الحمل.

والأمر الذي يزيد الأمور تعقيداً أن التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل تجعل من اللثة والأسنان أكثر حساسية للبكتيريا وعرضة للإلتهابات والتي تؤثر على صحة المرأة الحامل وعلى الجنين أيضاً.

مضاعفات الفم المصاحبة للحمل:



* من أهم المشاكل هي إلتهابات اللثة, التي قد تتطور لتصبح أكثر خطورة عندما تصبح على شكل تورمات لثوية أو تمتد للأنسجة المحيطة بالأسنان.
وتصيب إلتهابات اللثة أكثر من 50% من النساء الحوامل وتكون على شكل إحمرار وانتفاخ في اللثة مصاحب بنزيف لثوي عند غسيل الأسنان, والمرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بها بسبب زيادة هرمونات الحملوالتي تزيد من كمية الدم المتدفقة للأنسجة وخاصة اللثة مما يجعلها حساسة لأي جير أو كلسم متراكم على الأسنان ومليء بالباكتيريا, وإذا تم إهمال إلتهاب اللثة فقد يزداد الإلتهاب شراسة ويصيب الأربطة والعظم المحيطين بالأسنان, وقد يسبب ذلك إلتهابات عميقة في اللثة مما يؤدي إلى تكون انتفاخات لثوية مليئة بالصديد, كما يؤدي ذلك إلى خلخلة الأسنان وتآكل العظم المحيط وانحسار شديد في اللثة ونزيف لثوي ورائحة كريهة مزمنة.

* والمدهش أيضاً أن دراسات حديثة أثبتت أن إلتهابات اللثة العميقة تزيد من نسبة الولادة المبكرة للجنين وصغر أوزان حديثي الولادة وذلك بسبب زيادة معدل هرمون البروستاجلاندين وزيادة عدد البكتيريا المنتقلة للجنين عبر المشيمة, وهذا مؤشر خطير يدل على أهمية محافظة المرأة الحامل على صحة فمها.

وأخيراً قد تكون بعض التورمات الحميدة التي قد تظهر على اللثة وبين الأسنان والتي تزيد الأمور سوءاً عند الحامل كونها تؤثر على الكلام والبلع والأكل وتكون مصاحبة ببعض الآلام, كل هذه المضاعفات تجعل من الضروري الاهتمام بصحة الفم والأسنان.

نصائح وإرشادات للمرأة الحامل:


1 - إذا كنت سيدتي تخططين للإنجاب فيجب عليك قبل البدء في هذا المشروع الجبار زيارة طبيب الأسنان وذلك للكشف على الأسنان وتنظيفها وعلاج أي إلتهاب لثوي أو تسوس وأخذ الإرشادات الهامة لفترة الجمل ولإجابة أي استفثار لديك, كما أن الإنخراط في برنامج صحي متكامل لصحة الفم والأسنان خلال هذه الفترة يضمن لك التقليل من متاعب الحمل.

2 - الأفضل أن يتم عمل علاج غير طارئ للأسنان واللثة اما قبل أو بعد فترة الحمل, أما العلاجات الروتينية والمهمة فيستحسن أن يتم عملها في الثلث الثاني من الحمل والابتعاد عن الثلث الأول والنصف الأخير من الثلث الثالث وذلك لأن هذه المراحل حرجة لصحة الطفل ونموه.

3 - لا تتهاوني في زيارة طبيب الأسنان بانتظام حتى لو لم تشعرين بأي آلام, وتنظيف الأسان من جير أو كلس قد يحميك من التهابات اللثة وتسوسات أنتِ في غنى عنها, وطبعاً يتم تحديد المواعيد حسب إرشادات الطبيب, حافظي على نظافة أسنانك باستمرار وباهتمام أكثر من المعهود ويمكن ذلك عن طريق تفريش الأسنان مرتين إلى ثلاث مرات يومياً واستخدام فرشة ناعمة الشعيرات, وعند التفريش يجب عليكِ سيدتي النظر إلى المرآة والتأكد من تفريش جميع أجزاء الأسنان وخاصة منطقة التقاء اللثة بأسطح الأسنان, كما أن استخدام الخيط السني مهم جداص وذلك لتنظيف الأسطح الجانبية للأسنان, كما استخدام معجون أسنان مناسب يحتوي على الفلوريد مهم جداً.

4 - إذا شعرت بالقيء أو الغثيان من معجون الأسنان فيمكنك تغييره واستخدام معجون بنكهة مختلفة ورغوة أقل, إسألي الطبيب المختص عن المعجون المناسب وفي بعض الأحيان ينصح بعدم استخدام معجون الأسنان والاعتماد على بعض أنواع غسول الفم والتفريش من دون معجون.

5 - إذا شعرت بأي أعراض لإلتهاب اللثة أو تسوسات الأسنان فيجب عليك عند زيارة طبيب الأسنان إخباره بـأنك حامل وعدم التعرض للأشعة التشخيصية وذلك لما لها من أضرار على نمو الجنين, وأحياناً وللضرورة القصوى وفي الوقت المناسب خلال فترة الحمل يمكن أخذ أنواع من الأشعة الخاصة بالأسنان وذلك بعد أخذ الاحتياطات اللازمة من قبل طبيب الأسنان, وكذلك فإن استخدام الأدوية من مسكنات ومضادات حيوية, يجب أن يتم تحت إشراف طبيب الأسنان وبالتنسيق مع طبيب النساء والولادة, وخير دليل على ذلك المضاد الحيوي المعروف بالتيتراسايكلين والذي يؤدي استخدامه إلى التأثير على تكوين عظام وأسنان الجنين, إذا كنت سيدتي تعانين من الغثيان المستمر فيجب عليك معرفة أن تعريض الفم للأحماض الناتجة عن القيء باستمرار يؤدي إلى تآكل طبقة المينا الصلبة وجعلها هضة بسبب خروج الكالسيوم منها مما يؤدي إلى زيادة حساسية وتسوسات الأسنان, فلذلك يجب عليك أن تعادلي الوسط الحامضي المتكون بعد القيء وذلك باستخدام محاليل الفلوريد أو المضمضة المستمرة بالماء الدافئ وعدم تفريش الأسنان بعد القيء مباشرة, والانتظار حتى تتم معادلة الوسط الحامضي ومن ثم الشروع في تفريش الأسنان بفرشة ناعمة الشعيرات.

6 - يجب التقليل من الأغذية المليئة بالسكريات وذلك للتقليل من نسبة حدوث تسوسات الأسنان خلال هذه الفترة الحرجة, يجب الاهتمام بتناول غذاء صحي غني بالكالسيوم والفيتامينات المهمة لصحة الفم والأسنان ويجب الحرص على الإنسياق وراء ما يسمى بالوحم أو الرغبة في أكل صنف معين.

مفاهيم خاطئة:


* تعتقد المرأة الحامل أن زيارة طبيب الأسنان في هذه الفترة خطيرة وغير ضرورية والعكس صحيح ولكن يجب اختيار الطبيب المناسب ذو الكفاءة والمعرفة والتنسيق مع طبيب النساء والولادة.

* يعتقد البعض أن الجنين خو المسؤل عن تساقط أسنان المرأة الحامل وذلك بسبب إمتصاص الجنين للكالسيوم من أسنانها وهذا خطأ شائع, والصحيح أن الغذاء السليم هو الذي يساعد على إمداد الطفل بالكالسيوم المطلوب, وهذا الغذاء في متناول الجميع هذه الأيام ولسنا في عصر المجاعات لكي يؤدي نمو الجنين إلى تآكل الأم, كما أن الأسنان لا يمكن أن تمتص بعد كمال نموها على عكس العظام والتي تمثل مخزما للكالسيوم للجسم يتم أخذ الكالسيوم منها عند الضرورة ومن ثم تخزينها بالكالسيوم عند وجود فائض في الدم وذلك في ظل وجود التغذية السليمة, وسبب تآكل الأسنان وسقوطها كما ذكرنا سابقاً هو تعرض المرأة الحامل إلى أمراض اللثة, وإهمالها لعلاجها والغثيان المستمر والذي يؤدي إلى تآكل الأسنان والحساسية المفرطة.

* يعتقد البعض أن جميع العلاجات المستخدمة في فترة الحمل ضارة جداً وخاصة المضادات الحيوية, هذا الكلام صحيح إلى حد كبير ولكن هناك بعض الأدوية المسموح بها في هذ الفترة وعند الضرورة ولاستخدامها يجب مراجعة الطبيب المختص ألا وهو طبيب النساء والولادة.

وأخيراً سيدتي بامكانك أن تجلعي من هذه الفترة رحلة سعيدة مليئة بالمتعة إذا بذلك قليلاً من الاهتمام للحفاظ على صحتك وصحة الجنين وما يخصنا اليوم هو الاهتمام بصحة فمك وأسنانك من قبل الحمل ومن صغر السن, لذا يجب تربية الأطفال بالحرص الشديد على نظافة الأسنام لتصبح عادة حميدة تكتسب من الصغر لنجني ثمارها طوال العمر, فلا تنتظري الشعور بالألم بل إن الوقاية خير من العلاج.

د. سالي جرجس





التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة حجاب فاشون - Hijab Fashion Magazine © 2015 | تصميم : Rumah Dijual | تعريب : قوالبنا للبلوجر